"تجربة شاب جامعي 1"... تحدثت في اول قصة من هذه السلسلة عن علاقة بين صديقنا الشاب وأول حب له ، وكانت نهاية العلاقة سيئة وغير متوقعة وكانت المشكلة بالفتاة ولن اطيل بالحديث عن هذه التجربة لأنني سوف اتحدث لاحقا عن بعض التطورات لهذه القصة في الأسطر القادمة.
"تجربة شاب جامعي 2"... تحدثت بهذه القصة عن ثاني علاقة لصديقنا الشاب وقد كانت افضل علاقة لكنها انتهت بوقت قصير وبشكل مفاجئ ، وتركت اثرا لم ولن تمحوه الايام ، ولم تكن الفتاة او الشاب ظالمين انما لم يكن لهما نصيب ببعضهما ، ففي زماننا هذا ارادتنا شيء وما يحدث لنا شيء اخر وبالنهاية يأتي من يقول انه القدر والقسمة والنصيب ، يظلمون ويؤذون ويجرحون وبعد هذا يقولون انه القدر ، الى متى سنبقى نعزو فشلنا وسوء انفسنا الى القدر؟ هذا سؤال اجيبو عليه بينكم وبين انفسكم.
في هذه القصة لن اتكلم عن علاقة حب كما يتوقع اغلب القراء ، انما سأتكلم عن علاقة صداقة قوية كانت افضل بكثير من اي علاقة حب كانت ستأتي بعد الذي حصل مع صديقنا الشاب في القصتين السابقتين ، وانا لا اروج لعلاقات الصداقة بين الجنسين لكنها تجربة ، لأن اغلب علاقات الحب الفاشلة تبدأ من علاقة صداقة ثم لا يستطيع احد الطرفين السيطرة على نفسه ومشاعره وتتحول الصداقة الى حب وهذا ما يجعل الأغلب يؤمن بأنه لا توجد صداقة بين الجنسين.
خرج صديقنا الشاب من التجربة السابقة فارغا تماما ، شخص لا يعلم ما يفعل ، خسر من احب واراد ان يعوض خسارته بأي طريقه لكن هيهات ، الذي فقد كان اكبر من اي شيء وُجد بعده ، بدأ يتصرف بشكل عفوي وجاهل كما يتصرف اغلب الشبان حين يخرجون من علاقة حب فاشلة بإعتقادهم ان فتاة اخرى ستنسيهم السابقة وكما نسمع ونرى الشبان حين يرون صديقا لهم قد خسر من يحب ويقولون له انه يستطيع تعويضها ويوجد الكثير غيرها ، كلام فارغ.
9 اشهر مرت حتى هذه اللحظة ، ولم ينسى ، تعرف على الكثير من الفتيات لكن لم تلفت انتباهه اي واحدة ، ولم تساعده اي واحدة منهن على النسيان ، لأنه وبكل بساطه ما زالت غاليته تعيش في احلامه وان كانت قد اختفت من واقعه ، الا واحدة كان لها اثر كبير على صديقنا الشاب وكان بها شيء مميز لكنها لا تصلح ان تكون اكثر من صديقة وهذا ما اكتشفه وتداركه صديقنا الشاب.
كانت فتاة عملية جدا ، تحب نفسها ، ملتزمة ، ذكية ، وأهم صفة "صادقة وواضحة جدا" ، وهذه الصفة لاحظ الشاب اهميتها بعد ما حصل معه في اول تجربة ، مرت الايام حتى اصبحت جزءا اساسيا من يومه وحياته ، يتحدثان كثيرا ويتشاوران كثيرا ويخرجان ما بقلبهما لبعضهما ، حتى خاف الشاب من الوقوع في الحب .
لكل علاقة حدود ، الأصدقاء لا يتغازلون ، الأحبه يفعلون ، الأصدقاء لا يقضيان يومهما كاملا مع بعضهما ، الأحبه يفعلون ، هذه الشكليات التي ينظر اليها الأغلبية ويميزون بها بين الصديقة والحبيبة ، ولا احد يتطلع على ما في قلب الطرفين ، صديقنا الشاب لم يستطع ان يحب لانه لم ينسى وصديقته ايضا لم تنسى ما مرت به سابقا ، بالإضافه الا انهما لا يصلحان ان يكونا اكثر من اصدقاء لعدة اسباب منها ، ان الفتاة اقتربت من انهاء دراستها وصديقنا الشاب بقي لديه الكثير اذا فهو لا يستطيع الزواج بها وكما ذكرت في اول تجربة ان علاقة الحب التي تنتهي بدون زواج فهي فاشلة.
من الأسباب الاخرى ان طريقة التفكير وادارة الامور ووجهات النظر بينهم كانت تختلف كثيرا ولا يتفقان في كل شيء ومع ذلك كانت علاقتهما قوية جدا ، ومع الوقت اصبحا مقربين جدا من بعضهما وكل من يراهما يعتقد انهما حبيبين وليسا صديقين ولا احد يصدق الشاب حين يقول انها مجرد صديقة ، انا شخصيا اقترح على صديقنا الشاب ان ينسى امر كلمة "مجرد" فهي لم تكن كذلك بل كانت شيئا اساسيا في حياته وما زالت.
في الصباح الباكر من احد الأيام ، وبينما يجلس صدقنا الشاب مع قهوته وسيجارته على انغام فيروز وإذا باتصال هاتفي يقاطع لحظته الخاصة ، مفاده ان التي كان يحبها في التجربة الاولى قد ضربت من قبل حبيبها امام البشر ، انهى صديقنا اتصاله وقد انتابته غصة مع انه كان يكرهها ، لأنه لم يكن يريد لها الأذية او الفضيحة وليست الشماتة من اخلاقه بل كل ما كان يريد هو ان تعلم وتتعلم ، وفي مساء اليوم ذاته علم ان سبب هذه الضربة التي تلقتها هي خيانتها لحبيبها ذاك او ما يشابه الخيانة.
ليس من الرجولة ضرب فتاة مهما كانت الأسباب ، هكذا تربى صديقنا الشاب وهذا مفاد ما نشره على احد مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به ، لكنه لم يستغرب الموقف كثيرا فهو لا يتوقع اقل من هذا منه او منها ، بعد فترة ليست بطويلة تحدثت الفتاة مع احد صديقاتها التي على تواصل بصديقنا الشاب واوصلت له فكرة ان الموقف الذي وصل اليه كذب وانها لم تضرب وأن حبيبها او اي شاب لا ولن يجرؤ على لمسها ، صمت صديقنا الشاب ثم دخل في نوبة من الضحك واجاب : انا لا يهمني ان كان قد ضربها ام لا ، كيف علمت بما وصلني ، لم ما زالت تتابع اخباري وما انشر؟!
وبعد هذا توالت عدة من المواقف لا يفهم او يعلم منها سوى ان الفتاة التي في التجربة الاولى لم تنسى وتحاول العودة ، انا شخصيا لا اعلم لماذا ، لكن صديقنا الشاب كان له رأي اخر ، هذه الفتاة مريضة ولا تعلم ما تفعل ، اعتادت ان تهجر الشاب ثم يبقى يحاول العودة اليها ، اعتادت ان تذل اي شاب عرفته بأي طريقة وتجعله كالعبد واقفا عند بابها ، لا يريد سوى رضاها ويريدها بأي ثمن ، وهي تبقى في تعنتها وكبريائها المزعوم ، الا مع صديقنا الشاب الذي في هذه التجارب ، فهو حزن عليها فترة بسيطة ثم علم انها لا تستحق ان تجعله ضعيفا او تجعل منه اضحوكة "انا لست ضعيفا ولست نصفا ولست تابعا" هذا كان رأيه تجاهها ، ما لبث ان تركها وعلم بارتباطها بفترة بسيطة حتى دخل في "تجربة شاب جامعي 2" وحتى هذه اللحظة لم يرضخ لها ذليلا ولم يعرها اي انتباه ، وهي تريد منه ان يعود اليها ويلاحقها لكي تثبت انه لا يوجد شاب لا تستطيع اذلاله وتجعله يخضع امام جمال عينيها ، هذا هو المرض النفسي بعينه .
بعد كل هذا .. اصبح صديقنا الشاب في حيرة من امره ، هل يستمع الى نداء القلب الذي احس بعجز تلك الفتاة ويساعدها بشكل غير مباشر أم يستمع الى نداء العقل ولا يعرها أي انتباه بسبب ما فعلت ، خاصة انه لم يعد يثق بمن حوله ، وهنا اتى دور صديقته العزيزة في قصتنا ، فإقترحت عليه ان يحادث تلك الفتاة ويعلم منها ما تريد ، قصة انتهت قبل سنة لم ما زالت تحدث مواقف سخيفة بسببها ، واقترحت عليه ان يساعدها في اصلاح حالها اذا استطاع لأنها تعلم ان لديه قدرة خارقة على الاقناع وامتلاك القلوب ، فكانت اجابته بأبيات من الشعر:
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نار نفخت بها أضاءت ولكن انت تنفخ في الرماد
لم اكن اتوقع في حياتي ان تنجح مسألة الصداقة الحقيقية بين الجنسين ، وانا ارى ان ما حدث في هذه القصة هو شيء نادر الحدوث واعود واكرر انا لا اروج او احث على علاقة الصداقة او اي علاقة بين الجنسين ، لكن اذا كان لا بد ، فمن الأفضل ان تكون علاقة بحدود ويسيطر كل من الطرفين على مشاعره ، لأنه لو تحولت علاقة صديقنا في هذه القصة الى حب لكانت فشلا اكبر واعظم من التجربتين السابقتين لأن الشاب لم ينسى التي احبها سابقا في التجربة الثانية وصديقته هذه لا تنفع اكثر من صديقة لعدة اسباب ذكرتها سابقا.
الكثير من الشبان والفتيات يمرون بتجارب قاسية ، وبعد انتهاء هذه التجارب يذهبون لتصحيح خطأهم السابق بخطأ اكبر ويريدون نسيان ما حصل معهم بحب جديد او بشخص جديد ولكن لا يعلمون ان من يحب بصدق لا يمكن ان ينسى بأي شكل من الأشكال ، منهم من يقع ضحية ومنهم من يوقع ضحية .
الكثير من الاشخاص يظلمون ويؤذون ويقومون باتخاذ قرارات دون مراعاة لمشاعر الذين يتعاملون معه بإعتقادهم ان المشاعر لا اهمية لها ثم يقولون انه القدر ، انه النصيب ، يا اشباه الرجال ، يا اشباه النساء ، يا اشباه البشر ، القدر بريء من الظلم بكل انواعه ، ولمن يعتقد ان الله سيتوب عليه لظلمه لشخص فهو احمق ، لأن الله يمكن ان يغفر ويسامح في حقه من صلاة وغيرها لأنه في غنى عنها وقد اوجدها لراحة البشر وليس لحاجته لها ، لكنه لا يسامح في حق عباده اذا لم يسامحوا هم.
وفي الختام اود ان اذكر اخواني بعدة اشياء ، اولا ، لا تحاول نسيان شخص عن طريق شخص لأنه يمكن ان تظلمه بدون قصد ، ثانيا ، لا تعتقد ان اي فتاة تعرفها او اي شاب تعرفينه يصلح لكي يكون حبيب ، فالحبيب هو شريك الحياة وعند اختياره يجب معرفة كل شيء عنه ودراسة هذا الشيء بشكل كبير وجدي لأن الدخول في علاقة حب والخروج منها ليس بالأمر السهل على اي شخص عاقل ، ثالثا ، انا لا اروج لأي نوع من العلاقات لكن ان وجدت لا بد من اخذ مشاعر الاخرين بعين الاعتبار وبنفس الوقت تحكيم العقل ، لأن صديقنا الشاب عرف الكثير من الفتيات والكثير منهن احببنه وقبل فترة قصيرة صارحته احداهن بحبها له لكنه رفض بطريقة مقنعة وسلسة لأنه يعلم انه لم ينسى ولو وافق لظلمها بعد فترة بسيطة وبهذا يكون قد صنع من الصديقة عدوة .
اتمنى لكم كل التوفيق والسداد في جميع شؤون حياتكم ، واتمنى ان تكونو قد استفدتم مما عرضت لكم اليوم
أخوكم المحب
معتصم عبد الفتاح كراسنه
ملاحظة : القصة ليست عن تجربة شخصية انما لتجربة شخص عزيز والمقصود منها العبرة وليس اكثر واتمنى ان تنال اعجابكم :)
0 التعليقات :